عز الدين : عن المحاكمة اتحدث

قليلة هي أيام العظمة  والتمجيد في حياة الشعوب فعلى قدر عظم الأمور تأتي عظمة الشعوب والأمم

مصر التي وهبها الله موقعا متميزا وشعبا أكثر تميزا عن باقي الشعوب كانت وما تزال محط أنظار العالم بأسره وفي هذه الأيام وتحديدا بعد الثورة ومع إسدال الستار عن محاكمة الرئيس المخلوع مبارك توجهت أنظار العالم الي مصر منتظرين أول حكم علي رئيس مخلوع عربي حكم شعبه بالحديد والنار حول مصر من بلد عريق الي عزبة لأولاده و أصدقائه يعيثون فيها فسادا وخرابا وبغض النظر عن الشكوك التي تحوم حول جدية المحاكمة إلا أنها فريدة في نوعها حيث أطلق عليها محاكمة القرن.

كل الذي قيل سابقا كان من الممكن ان يكون صحيحا اذا جاءت نتيجة المحاكمة معبرة عن كمية الفساد التي عاشتها مصر طوال 30 عام من حكم المخلوع، لكن أصدرت المحكمة بعد ديباجة ثورية تمدح الثورة والثوار بإدانة مبارك وجلاده حبيب العادلي بالسجن المؤبد لاتهامها بقتل المتظاهرين وبراءة مبارك من تهم استخدام النفوذ والسلطة.

لكن المفاجأة في الحكم هو براءة كل مساعدي العادلي التنفيذيين وبراءة نجلي الرئيس علاء وجمال مبارك من تهم الاستيلاء ع المال العام بسقوط التهم بالتقادم.

السؤال الآن كيف تمت براءة مساعدي العادلي وفيهم رئيس جهاز امن الدولة السابق الذي عذب نصف المصريين ورعب النصف الأخر؟

1.  للإجابة علي هذا السؤال نرجع قليلا الي الخلف ايام الثورة كانت أجهزة الدولة مرتبكا لا تعرف أي اتجاه تسلكه اتجاه الثورة او اتجاه حماية النظام السابق وهذا الارتباك تسبب في ضياع الكثير من الأدلة بمرور الوقت بالإضافة لحالة الفوضى والانفلات الأمني الذي جعل من مهمة النيابة صعبة جدا للغاية.

2.  تولي احمد شفيق لرئاسة الحكومة وهو كلب النظام السابق الذي أمر ضباط جهاز امن الدولة بحرق وفرم أوراق الجهاز مما أضاع الكثير من الأدلة.

3.  الضباط المتهمون أنفسهم كانوا حراسا علي دليل إدانتهم حيث كانوا يذهبون صباحا للمحاكمة وليلا لعملهم مما سهل لهم التلاعب في الإحراز

4.  تواطؤ النائب العام وعدم سرعته في إعداد أدلة الاتهام وعدم السرعة في إيقاف المتهمين

5.  ضعف هيئة المدعين بالحق المدني و عدم تمكنهم من التوحد أمام محامي المتهمين

6.  تواطؤ المجلس العسكري الحاكم للبلاد

كل هذه الأسباب نتج عنها الحكم الصادم للشعب وللقوي الثورية مما دفعهم للنزول الي الشارع اعترضا عن الحكم المسيس ولا ننسي شهادة المستشار عبد التواب حيث قال: بالنسبة لحكم مبارك والعادلي بالمؤبد أي محامي في الأرياف يتقاضى ثلاث جنيهات يستطيع إثبات براءة المتهمين بمنتهي السهولة لان المحكمة نفسها كتبت في حيثيات الحكم الدليل علي براءتهم.